أيها المخلصون من أبناء السودان للسودان:
هل تعتقدون أن حل مشاكل السودان تكون بالتظاهر في الشوارع وقتل بعضكم بعضاً معتقدين أن ما يقال عن الربيع العربي وتداعيات ما سيحدث في الشوارع سيطعم الجائعين وسيكسي العريانين.
إن اعتقدتم بذلك فذلك هو الجنون بعينه.
إن ما حدث في تونس وما حدث في اليمن وما يحدث في مصر، لم يطعم جائعاً واحداً ولم يكس عرياناً واحداً. والصراع السياسي والحزبي والجماعاتي لا يزال هو المسيطر على الساحات في هذه الأقطار.
جميع هذه الأقطار لم تغير من واقع الناس شيئاً ولن تغير من هذا الواقع بهذه التغييرات شيئاً، إللهم إلا التخلص من حكومات واستحداث حكومات. والكل يريد الوصول إلى كراسي الحكم لفرض أجندات حزبية أو جماعاتية أو مصالحية على كل قطر من هذه الأقطار بتدبير مريب من الداخل أو من الداخل الموجه من الخارج.
أما ما يحدث في سوريا فذلك أمر مختلف وكان ينبغي أن يحدث من عشرات السنين. وهو التخلص من حكم العلويين الشيعة الذين يدلوا وغيروا أخلاق وقيم الشعب في سوريا بفرض برامج غريبة على الأمة من مثل معسكرات الشبيبة التي كانت تقام في كل صيف لتجمع فتيات سوريا وفتيانها في معسكرات تشرف عليها القوات العسكرية البعثية لتعيد برمجة الشاب وبرمجة الشابة ليصبح غير ذا قيم أو أخلاق إسلامية نابعة من عقيدة أهل السنة والجماعة. فعاثوا في سوريا فساداً وإفسادا.
أيها الناس....
المشروع الضخم الذي تحتاجه السودان والعالم العربي والإسلامي اليوم وبدون تأخير هو إحياء "رسالة المسجد". والانطلاق من المساجد لتثقيف كل فرد سوداني وعربي ومسلم بكل القيم والمثل العليا والأخلاق المشتقة من الإسلام، وبكل المعارف والعلوم التي يحتاجها هذا الفرد في حياته اليومية، وبكل الخبرات اللازمة لجعله قادراً على زيادة إنتاجه كماً ونوعاً.
والله سبحانه وتعالى يقول وهو أصدق القائلين "وإن عدتم عدنا" ، هيا إخوتي نعود إليه سبحانه، نعود إليه قولاً وعملاً وقلباً وقالباً، لتعود لنا معيته ونصره ورضاه.
وحيث يقول سبحانه "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
نحن إخوتي بحاجة لنبذ التخلف واستبداله بالعلم والمعرفة والإيمان.
ليكن موعدنا للقائه سبحانه في بيوته التي وضعها لنا لعبادته وذكره اليوم اليوم اليوم وليس غذاً أيها السودانيون.
اليوم اليوم اليوم وليس غدأ أيها السودانيون ...... لنبدأ في تشكيل مجلس إعمار لكل مسجد، مجلس إعمار يعتني بالإنسان السوداني المسلم، إلى جوار اعتنائه بمرافق المسجد.
مجلس إعمار لا حزبية فيه ولا جماعاتية ولا مصالحية
وعندئذ تحسب إنتاجية المسجد بعدد ساعات التعلم والتعليم التي تتم فيه.
لا بعدد الأعضاء الجدد في الحزب، أو الجماعة، أو الشلة.
أما البشير رئيس السودان فعليه أن يسخر كل ما في السودان لهذا المشروع الضخم وبدون تأخير وبكل قوة وحرص على إنجاحه إن أراد أن يجنب السودان حمامات الدم والويلات والفتن التي لا قبل لأحد في السودان بها.
على جميع المسلمين في كل حي أو تجمع سكاني يحيط بكل مسجد، وعلى مدار الـ 24 ساعة من اليوم والليلة. أن يتفرغ كل منهم في أوقات فراغه ليتعلم ويعلم، كل يتعلم ما يجهل، وكل يعلم الغير ما يعرف. في كل ما يتصل بعقيدة الأمة الصحيحة وكل علومها الشرعية وكل العلوم الحياتية النظرية والعملية، وكل الخبرات الحياتية الفنية والإنتاجية.
والنتيجة حينئذ : مجتمع سوداني إسلامي نابض بالدين والأخلاق والقيم العليا، ونابض بالعلوم وبالمعرفة في كل مجالاتها، ونابض بالخبرات والقدرات العملية على الإنتاج في شتى المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والخدماتية.
وصدقوني ..... وأنا لكم ناصح أمين يا إخوتي في السودان حكاماً ومحكومين...
صدقوني إخوتي أنكم ستعودون كلما عدتم من بيوت الله في كل يوم ، ستعودون مجبوري الخاطر لعظم ما سيكرمكم به سبحانه، من محبته وعطائه وكرمه ونصره، ......
وسترون النهضة الكبرى التي ستحدث في بلدكم الغالي
وسترون التغير الإيجابي في الإخلاق والقيم والمعارف والخبرات
وسترون الزيادة في الإنتاج والرخاء وسعة العيش
وسترون القوة والمنعة والعزة والكرامة لكل السودان وكل السودانيين
هيا أيها السودانيون ...
هيا إخوتي ...
ماذا تنتظرون ؟